السبت، 25 ديسمبر 2010

يا عزة الشرع والاخيار تسألني



يا عزة الشرع والاخيار تسألني..... ما بال بغـداد
 بالساعات تنهار
----------.bmp
ابو عمر الدليمي



بينما كانت الفضائيات  تصفق وتهلل لدخول القوات الأمريكية  ارض العراق وتطيح بهِ وبنظام الحكم الذي فيه، كانت "عزة الشرع" المذيعة في التلفزيون العربي السوري قد بدأت للتو بإذاعة نشرة الأخبار،  وكان أول الأخبار العاجلة التي هلت على غرفة الأخبار هو "فاجعة" سقوط بغداد،  لم تستطع "عزة الشرع" تحمل هول الخبر، ولم تستطع  إخفاء عشقها لبغداد، فتلعثمت "عزة" بالخبر وضاعت الأصوات من فمها، وأجهشت بالبكاء مع أول كلمة من ذاك الخبر...
      لم يكن البث الفضائي متاحاً في العراق في تلك الفترة، لكن الشاعر "احمد عمر بكر" الذي كان يسكن مدينة القائم (مدينة حدودية بين سوريا ومحافظة الأنبار العراقية)،  كان باستطاعته أن يلتقط بث التلفزيون السوري،  وشاهد ما اعتلى "عزة" من بكاء، فأثار ذلك المشهد في نفسه الألم فوق الم الاحتلال والغزو....
     فكتب في "عزة" قصيدته المشهورة "يا عزة الشرع" التي قال فيها::

يا عزة الشرع سيف الحق بتار .....فلتسلم الشام كي تبقى لنا الدار
جحافل الغزو قد جاءت مدججة..... درع ،  مشاة ،  صواريخ وأقمار
لتطفئ البسمة الزهراء في شفة .....ولتسق الورد مما جاد آذار
يا عزة الشرع في عينيك أقلقني..... دمع حزين على الخدين مدرار
فلتطمئني ،  بل كوني على ثقة..... بأن أرواحنا للشام أسوار
يا عزة الشرع دير الزور معبرنا..... إلى بلاد بها عزم وإصرار
فهذه الأرض بسم الله باقية..... والمردفون لنا في الحرب حضار
يا عزة الشرع قال الشرع من زمن..... سطو المسلح فيه الخزي والعار
لقد صبرنا وآذتنا جرائمهم .....ما ليس يصبره في الصبر عمار
هم أشعلونا بنار من قذائفهم..... كوني سلاما وبرداً أنت يا نار
في أم قصر أرى أرتالهم سحقت..... وفي المطار لنا شأن وأسرار
يا عزة الشرع والأخيار تسألني..... ما بال بغداد بالساعات تنهار
قلت الخيانة أعيت كل داهية..... والحرب نادى لها عبد وسمسار
فالعبد قد خبأت حقدا عباءته..... والآخر العجل قد ساموه تجار
صار الصباح خسيسا في معاجمنا..... وفوق هذا وذاك فهو غدار
بوش يخوض حروبا من خزائنهم..... بقر حلوب وفي الخلجان خوار
أما الرعاديد من أعراب امتنا..... عهدا قطعناه منهم يؤخذ الثار
يا عزة الشرع ما نالوا عراقتنا..... وان أصبنا بضعف فهو دوار
فالشام فخر وبغداد لنا أمل..... هما العرينان والباقون هم عار
فكل أم لنا خنساء صابرة..... وكل خال لنا صخر وكرار
يبقى العراق منارا هاديا أبدا..... كأنه ( علم في رأسه نار)
سيبزغ الفجر من أنبارنا وغداً..... من ارض فلوجتي تأتيك أخبار 
  وانتهت أنفاس "أبو عمر الدليمي" معها، فقد قيل انه لم يكمل القصيدة حتى وآفاته المنية بالسكتة القلبية، فقام بعض الإخوة المقربين منه بنشرها بعد فترة، لتنتشر سيرتها في الأفاق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق