الأحد، 19 يونيو 2011

: وصية أسد .. ووصية خروف




ماذا يقول الأسد.....وماذا يقول الخروف .......
ولدي إليك وصيتي عهد الأسودْ
العز غايتنا نعيش لكي نسود
وعريننا في الأرض معروف الحدود
فاحم العرين وصنه من عبث القرود
أظفارنا للمجد قد خُلقت فدى
و نيوبنا سُنَّت بأجساد العدى
إياك أن ترضى الونى أو تستكينْ
أو أن تهون لمعتدٍ يطأ العرين
أرسل زئيرك وابق مرفوع الجبين
والثم جروحك صامتاً وانس الأنين
مزق خصومك بالأظافر لا الخطابْ
فإذا فقدت الظفر مزقهم بناب
و إذا دعيت إلى السلام مع الذئاب
فارفض فما طعم الحياة بلا ضراب
اجعل عرينك فوق أطراف الجبالْ
ودع السهول .. يجوب في السهل الغزال
لا ترتضي موتاً بغير ذرى النصال
نحن الليوث قبورنا ساحة القتال
ولدي إذا ما بالسلاسل كبلوكْ
ورموك في قعر السجون وعذبوك
وبراية الأجداد يوماً كفنوك
فغداً سينشرها ويرفعها بنوك
إياك أن ترعى الكلاب مثل الخرافْ
أو أن تعيش منعَّماً بين الضعاف
كن دائماً حراً أبياً لا يخاف
وخض العباب ودع لمن جبنوا الضفاف
هذي بنيَّ مبادئ الآسادِ
هي في يديك أمانة الأجداد
جاهد بها في العالمين ونادي

(وصية الخروف إلى إبنه)

ولدي إليك وصيتي عهد الجدودْ
الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود
نرتاح للإذلال في كنف القيود
ونعاف أن نحيى كما تحيى الأسود
كن دائماً بين الخراف مع الجميعْ
طأطيء وسر في درب ذلتك الوضيع
أطع الذئاب يعيش منا من يطيع
إياك يا ولدي مفارقة القطـيع
لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة
لا تحك يا ولدي ولو كموا الشفاه
لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباه
لا تستمع ولدي لقول الطائشينْ
القائلين بأنهم أسد العرين
الثائرين على قيود الظالمين
دعهم بني ولا تكن في الهالكين
نحن الخراف فلا تشتتك الظنونْ
نحيى وهم حياتنا ملءُ البطون
دع عزة الأحرار دع ذاك الجنون
إن الخراف نعيمها ذل وهون
ولدي إذا ما داس إخوتك الذئابْ
فاهرب بنفسك وانجُ من ظفر وناب
وإذا سمعت الشتم منهم والسباب
فاصبر فإن الصبر أجر وثواب
إن أنت أتقنت الهروب من النزالْ
تحيى خروفاً سالماً في كل حال
تحيى سليماً من سؤال واعتقال
من غضبة السلطان من قيل وقال
كن بالحكيم ولا تكن بالأحمقِ
نافق بني مع الورى وتملق
وإذا جُرِّرت إلى احتفال صفق
وإذا رأيت الناس تنهق فانهق
انظر ترى الخرفان تحيى في هناءْ
لا ذل يؤذيها ولا عيش الإماء
تمشي ويعلوا كلما مشت الغثاء
تمشي ويحدوها إلى الذبح الحداء
ما العز؟ ما هذا الكلام الأجوفُ
من قال أن الذل أمر مقرف
إن الخروف يعيش لا يتأفف
ما دام يُسقى في الحياة ويُعلف


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق