الأحد، 23 يناير 2011

ثقافة ( الاعتذار ) في اليابان


ثقافة ( الاعتذار ) في اليابان


*
في مقال لطيف قرأته لكاتب عربي تحت عنوان **( لن ازور اليابان ) **
كتب انه كان في زيارة لليابان لإلقاء محاضرة وأثناء استقلاله لأسرع قطار في العالم المسمى ب قطار الطلقة الذي تشبه سرعته سرعة طلقة الرصاص ، ما
بين طوكيو والعاصمة القديمة كيوتو 

*
يقول وقفت على رصيف القطار بصحبه صديقي الياباني حيث كانت تذكرتهما تشير إلى أن مقعديهما سيكونان في العربة الخضراء (   وللعلم اليابانيون يطلقون الألوان على درجات القطار، فلا يقولون عربة الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة وإنما العربة الخضراء والحمراء والصفراء ) ..   أشار إليه مرافقه الياباني أن يقف في المكان المخصص على الرصيف لباب العربة الخضراء ... *
*
وفي الموعد المحدد بالضبط وصل القطار وجاء باب العربة الخضراء في المكان المحدد له **مع فارق بضعة سنتيمترات من حيث يقف صاحبنا   . *

*
فقال صاحبنا العربي مداعباً صديقه الياباني وفي نفسه حرقة **على فارق التقدم بين اليابان وعالمنا العربي **لا   سيما ان صديقه الياباني لم يزر بلادنا
العربية **( النائمة عفوا أقصد النامية ) **.. من قبل فقال له :- كيف يقف القطار بعيداً بضع سنتيمترات وليس أمامي تماماً ، **كيف يسمح بتلك الفوضى ؟ *
*
لم يكن يتوقع إن الشاب الياباني لم يفهم تلك الدعابة فلقد كست **وجهه الحمرة خجلاً واخذ يتأسف لما حدث **مؤكداً إن هذا لا يحدث إلا نادراً ، ووعد بأنه
سيخطر المسئولين حتى لا يتكرر ذلك ثانية . *
*
في الرحلة التي دامت اقل من ثلاث ساعات ظل يجيء ويروح للتحدث مع العاملين **الذين جاءوا واحداً وراء الآخر ليعتذروا لصاحبنا عما حدث **وحين وصلا الى كيوتو **وجد مدير المحطة ينتظره بنفسه على الرصيف **ليقدم له هو الآخر اعتذاره عما حدث في محطة طوكيو ومؤكداً إن ذلك لن يحدث ثانية    . *

*
واختتم كاتبنا هذا الموقف تأكيده :-   لصديقه الياباني إنها مزحة والذي بدا متعجباً وفغر فاه في دهشة قائلاً لماذا ؟*
*
فأجابه **:-   لأن تلك مسألة عادية جداً بمقاييسنا وهي يمكن ان تحدث في أي مكان! فقال له صديقه الياباني ولكنها لا تحدث في اليابان   . *
*
لعلي هنا اتوقف وأتساءل بعد هذا الموقف اللطيف هل الاعتذار لابتعاد البوابة بضعة سنتيمترات أمر مشروع أم مبالغ فيه .   *
*قد يكون في عالمنا العربي هذا الأمر ضرباً من الخيال **ولكن ما هي الحدود المنطقية لكي يعتذر المسئول، وقبل الاعتذار أترانا نستطيع معاتبة أحد المسئولين وقبل ذلك كله **هل المسئول يخطئ أصلاً   ؟ ... *

*نرجو من مسئولينا في البلاد العربية والإسلامية أن يسافروا لليابان ليتعلموا ثقافة فن الاعتذار اليابان !!!*

*
لماذا المسئول هناك يعتذر إن اخطأ ولماذا يستقيل إن اخفق وماذا يا ترى يصنع الياباني لو كان الأمر اكبر من   ذلك ...   إيه يموت نفسه   ؟! *


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق