لطالما سحرت المرأة المفكرين و الكُتّاب و المحللين و المثقفين و الأميين و الجهلة و الفنانين و عديمي الفن و الإحساس على حد سواء، لذا بقي الرجل طوال هذه العصور يقبع بعيدا (سعيدا) بإهمالنا له لأنه قطعا يريد لشريكته و حبيبته المرأة أن تأخذ كل الأضواء و أن تكون نجمة كل الكتابات. و بما أن مقالتي تتناول أنوع الرجال، فأكاد أجزم أن المتاعب ستواجهني من قبل أولئك (القلة) الذين يعانون من عيب غير خلقي في عقولهم اسمه (التفكير الوسخ) لأنهم حتما سيتهمونني بأنني (مقطعة السمكة و ديلها) مع أني و الله العظيم لم أقطع في حياتي إلا اللحم و الدجاج أما السمك فأشتريه جاهزا من الشركة السعودية للأسماك و أحيانا من محل اسمه الجدعاني!

الكتابة (للرجل) أسهل شيء في الدنيا لعدة أسباب… أولا…الرجل في العالم العربي لا يقرأ (بصفة عامة) و إذا قرأ فهو يقرأ أخبار كرة القدم و هيفاء وهبي و نانسي، فهو كقاريء مريح لأنه لا يهتم بما يُكتب عنه…ثانيا… لدى الرجل العربي ثقة عمياء في نفسه و نرجسية عالية بحيث لا يعتقد أن أحدا يمكن أن يفهمه أو يستطيع أن يحلل شخصيته أو يكتب له ما يستحقه … ثالثا…لا يقرأ الرجل العربي ما يُكتب له لأنه يعرف أن المرأة العربية تعشقه كما هو ، فلا يرى بدا من قراءة شيء عنه يدفعه للتغيير أو التطوير في شخصه الكريم…
أما الكتابة (عن الرجل) فهي قد لا تثير اهتمام الكثيرين و الكثيرات و قد تكون عملية مملة لأنهم لا يرون في الرجل غموضا أو سحرا على أساس أنه واضح و صريح مثل كتاب مفتوح ..و قد تكون الكتابة عن الرجل عملا غير مجدٍ لأن الكثير من النساء يعتقدن أنهن يعرفن كل شيء عن الرجل وفقا لحكايات و نصائح الأمهات و الجدات التي تدور كلها حول ثلاث محاور لا رابع لها: (يا مآمنة للرجال يا مآمنة المية في الغربال) و (ولدك على ما تربيه و زوجك على ما تعوديه أي الرجل طفل كبير بالفصحى) و (قصقصي ريش طيرك قبل ما يروح لغيرك)… و سواء كانت الكتابة للرجل أو عن الرجل فهي غير مربحة إلا في حالة واحدة…إذا كانت ضد الرجل!
و عودة لمقالي…و بعيدا عن فلسفتي الزائدة (اللي حتوديني في داهية)، أضع بين أيديكم تصنيفاتي المهاوية للرجال و تنقسم إلى خمسة أقسام رئيسية: المخ، العضلات، المزمجر، و الحبّوب، و المدعوس
الصنف الأول (المخ):
و بعبارة أخرى المثقف …و يندرج تحته الفيلسوف و الكاتب و الشاعر و غيرهم ممن يتطلب عملهم أو هوايتهم تحليل الأمور و رؤيتها بطريقة مختلفة عن خلق الله العاديين…. و هذا بلا شك أروع و (أصعب) نوع يمكن أن تواجهه المرأة في حياتها حيث تعيش معه الجنون بجميع أنواعه الحلوة جدا و اللاذعة و المرة إلى حد السواد… هذا النوع غالبا ما يتمتع بحساسية و شفافية عالية إلى درجة أنها قد تتسبب له بعزلة اجتماعية حيث تمنعه من تحمل ما يقع في مجتمعه من سذاجة و غباء و سخف و كذب و احتيال (رغم أنه أكبر محتال عندما يريد)…و الرجل (المخ) و خصوصا الشاعر و الكاتب كثيرا ما يكون غارقا في رومانسية لا مكان لها على كوكب الأرض فإذا وقع في الحب، لم يرَ إلا الجمال و الفتنة في عيني حبيبته و مشيتها و ضحكتها و ركبتيها و باطن قدميها و تحت أظافرها و الأرض التي تدوس عليها بأطراف أصابعها….و لكنه سرعان ما يمل فتتحول ملهمته إلى امرأة عادية لا تلهمه و لا تثير فيه شهية الكتابة و تتحول حبيبته و ملكة قلبه إلى سجان قاس و تتحول عينيها اللتان كانتا عالما فسيحا يضيع فيه إلى عالم ضيق يقيد حريته و يحد من إبداعه و ينقلب جمالها نقمة عليه و عليها حيث لا يعود يرى سوى غرورها و غباءها و ضحالة تفكيرها….

و الغريب حقا أن هذا النوع غالبا ما يقع في حب امرأة تافهة و سطحية و فاتنة و عندما يستفيق من غيبوبته الفكرية، يكتشف كم كان أحمقا و انه كان ضحية استغلال من امرأة لا تحبه و لا تريد منه إلا التعبد في محارب جمالها ليل نهار…
أما لو أحب المثقف امرأة جميلة و مثقفة و ذكية، فهو عادة ما يجرحها لأنه يشعر بدون وعي منه أنها تنافسه في عقر رجولته (كتاباته و فكره) ، فيحاول التقليل من ذكائها أو أنوثتها أو الاثنين معا و كثيرا ما ينجح و قليلا ما تلقنه المرأة درسا لا ينساه، فتنشر كتابا عن غرامياته و قذارته و تضرب بذلك عصفورين بحجر: تجني أموالا طائلة من كتابها (الرخيص) و تتسلق سلم الشهرة على قفا صاحبنا أبو (مخ تخين)!
الصنف الثاني (العضلات):
و يندرج تحت هذا النوع الرياضيين و حاملي الأثقال و المصارعين و (الفتوات) و (القبضايات) و عدد كبير من الفاشلين دراسيا و الناجحين في تربية عضلاتهم و إخافة أعدائهم و حماية نسائهم و سياراتهم….و الفكرة الشائعة عن هؤلاء أنهم غير مثقفين و ذكائهم أقل من المتوسط و تواصلهم الإنساني و العاطفي شبه منعدم إلا أنهم كثيرا ما ينجحون في أن يكونوا نجوما أشهر بكثير من أصحاب (المخ) أعلاه! و لا أعني النجومية المطلقة، بل قد تكون نجوميتهم على مستوى الحي الذي يسكنونه أو النادي الذي يرتادونه أو المجتمع الذي يستطيعون فيه أن يستعرضوا عضلاتهم و يستخدمونها لأغراضهم النبيلة أو الدنيئة حسب ما يقتضيه الحال!
و أصحاب العضلات تعشقهن النساء السطحيات في معظم الأحيان فهم يشكلون حماية و أمانا بالإضافة إلى أن قيادتهم سهلة و ترويضهم متعة خصوصا للفتيات الجميلات…هذا النوع لا يجهد المرأة فكريا و لا عاطفيا لأنه و على عكس مظهره القوي، ضعيف جدا أمام جمال حبيبته و أمام رقتها و دموعها حيث لا يفلسف تلك الدموع و لا يبحث لها عن دافع أو سبب!
المصيبة في هذا النوع تكمن في ارتباطه بامرأة ذكية و مثقفة….. إن ارتباط رجل قليل الذكاء و الثقافة كثير الاعتماد على عضلاته هو الدمار بعينه لامرأة مثقفة!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق