الخميس، 8 ديسمبر 2011

أثر الكلمات



أثر الكلمات

الكلمات نوع من أنواع التعبير وأداة من أدوات التفكير
يقول سابير( فهمنا للحقيقة محكوم بطريقة تفكيرنا وطريقة تفكيرنا محدودة بلغتنا)
إن كلماتنا التي تصف الأشخاص والمواقف والأحداث تتحكم في مشاعرنا تجاهها
فبدلا من قولك ( لم يهتم باتصالي ) جرب أن تقول لعله منشغل
وبدلا من قولك ( طعنني في ظهري ) قلتضايقت من فعله
وبدلا من قولك عن مديرك ( لا يثق بأحد ) قل مديرنا يحب أن يتأكد من كل شيء بنفسه
قال رجل عند الشافعي فلان يكذب فقال لا تقل يكذب ولكن قل في كلامه نظر
جرب أن تغير الكلمات وستشعر بالفرق بإذن الله
وقد أمرنا الله عز وجل أن ننتقي ألفاظنا وكلماتنا في حواراتنا مع الآخرين { وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن . إن الشيطان ينزغ بينهم ، إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبينا } 
بل وحتى في حواراتنا مع أنفسنا قال صلى الله عليه وسلم ( لا يقل أحدكم خبثت نفسي )
هذا ما أردت بيانه فإن لم تتضح الفكرة فلا تقل ( هراء ) ولكن قل ( كلامك يحتاج إلى إعادة نظر ) ...
( ياسر الحزيمي )

يا بوي ذبح التيس للضيف منقود




شـاعـر 16 سنه حـل خـالـه ضـيـف عـنـد ابـووه ..


.. فـ الـولـد مـا عـنـده الا ان يـقـول حـق ابـوه .. فـنـشـد :

يا بوي ذبح التيس للضيف منقود ............ ما دام خرفان المعـزب كثيـره

فـاضـطـر الأب ان يـنـزل عـنـد رغـبـة أبـنـه واسـتـحــى أن يـكـون ابـنـه أكـرم مــنـه,

فـذبـح لـ ضـيـفـه خـروفـآ , وأعـطـاه جـمـلآ هــديــه ...

هـنـا الأب شـعـر أنـه فـعـل شــيـئـآ كـبـيـرآ , فـقـال لأبـنــه مـتـبـاهـيـآ بـمـا فـعـلـه إزاء خـالـه

يا ولد خالك زارنا والله عطاه ............ عطيته حـرٍ من الأحـرار أصيله


كانك عطيته هرش موذيك مبغاه ............ خـالي عطاك ام العيون الكحيله

-- 

لميس رضي الله عنها


لميس رضي الله عنها  

طبعا انا عارف  بـأنكـم كلكم متعجبـون ومو بعيد انه كثير منكم بيقولوا استغفر الله ايش هذا الكلام"

لكن الحقيقة اني

أنا استغربت أكثر منكم لما قرأت المعلومة 
لأننا للأسف
نهتم بأشياء سخيفة ونترك الاشياء المهمة
أنا متأكد أنه أغلبكـم أول ماسمع الاسم فكروا انها لميس تبع المسلسل التـركـي
وازيدكم من الشعر بيت  .. فيه احصائية تقول انه ارتفـع عدد التسميـة بهـذا الأســم منذ العام الماضي بسبب المسلسل
والآن . . شوف المفاجأة
وهوأن هـذا الأسـم هـو أسم لــ صحـابيـة وربمـا الكثيـر لايعلـم بـذلك
والاسم لـم ينتشر إلا بعـد هـذا المسلسل
انها
الصحابية الجليلة
۩۞۩لميس بنت عمـرو بن حـرام ...رضـي الله عنهـا ۩۞۩

نسبهـــا "

لميـس بنت عمـرو بن حـرام بن ثعـلبة بن حـرام بن كعـب بن غنـم بن كعـب بن سـلمة 
وأمهـا هنـد بنت قيـس بن القـريـم بن أميـة بن سنـان بن كعـب بن غنـم بن كعـب بن سـلمة
تزوجهـا زيـد بن يـزيد بن جـذام بن سبيـع بن خنسـاء بن عبيـد بن عـدي بن غنـم بن كعـب بن سـلمة

بعـض المـواقـف من حيـاتهـا مـع الـرسول صلى الله عـليه وسـلم

أسلمـت لميـس - رضـي الله عنهـا 
وبـايعـت رسـول "الله صلى عــليـه وسـلم" .


والأن
تشعر بالأسف لأننا

نعرف لميس التركيه ولا نعرف لميس الصحابية
 

** المــرجـع **

مـركـز بحـوث ودراسـات المـدينة المنـورة
ـ المكتبـه الاسلاميـه ـ الطبقـات الكبـرى ـ الجـزء 
الثـامـن

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

: القلوب أحيانا تبصر أحسن مما تبصر العيون



كان يذهب صباح كل يوم إلى الكلية  فيراها مطلة من النافذة ،
Copy (2) of u1ntitled.BMP
 
ويعود من الكلية بعد الظهر فيجدها ما تزال في النافذة ، وخفق قلبه.

 
لم تقل له أى كلمة ، لم تشر له أي إشارة ،
وإنما كانت ابتسامتها تتكلم وتتحدث وتغنى عن أي شئ.

 
وأحس أنها تنتظره هو وحده ، وتبتسم له وحده ،
دون عشرات... الألوف من الناس الذين يمرون في هذا الشارع.

 
وكان في بعض الأحيان يتعمد التأخير فيجدها في انتظاره ،

 
وكان أحيانا يقدم الموعد فيجدها في انتظاره تبتسم له

 
كانت فتاة شقراء ، دقيقة التقاطيع ، جميلة الملامح ،

 
أحس أنها أجمل فتاة في العالم ،

 
وأن ابتسامتها أحلى ابتسامة في الدنيا ،

 
وكان انتظارها الدائم له يفعل في نفسه فعل السحر ،

 
لأول مرة في حياته يجد أحدا يهتم به ويبتسم له ،

 
تقدم في دراسته من أجلها ،

 
كان يشير إليها فتبتسم ، ألقى إليها رسالة فابتسمت ،

 
ونال بكالوريوس الهندسة ، وسافر في بعثة إلى أمريكا ، وعاد بعدها ، 
مر من تحت نافذتها فوجدها ما زالت مبتسمة ،
 لم تغضب لغيابه الطويل لحصوله على الدكتوراه ،

 
أكيد ستتفهم الوضع ما دامت ستعرف أنه فعل كل هذا من أجلها....
وذهب لخطبتها من أبيها..

 
هز الأب رأسه وقال : هل تعرفك؟؟
 نعم.. إنها تعرفنى منذ ثمانى سنوات ، تعرفنى كل يوم ،
 وتبتسم لى كل يوم......

قال الأب والدموع تنهمر من عينيه :

 
ولكنها عمياء يا بنى ، لم ترى عيناها النور منذ ولادتها...
وإذا بالدكتور المهندس الشاب يقول : إنه مصر على أن يتزوج بها وهى عمياء!!!!!
ودهش الأب ، وقال المهندس :

 
إننى مدين لهذه الابتسامة بكل ما وصلت إليه في حياتى 

والمرأة التي تصمد لهذا العجز وتبتسم للدنيا
برغم حرمانها من أن ترى جمالها هى امرأة رائعة...
وتزوج المهندس من الفتاة العمياء ،

 
ومشت معه في طريق الحياة ، ووقفت بجانبه في الشدائد ،
 وما زالت عيناها العمياوان أجمل عينين رآهما في حياته



حقا : القلوب أحيانا تبصر أحسن مما تبصر العيون

اجازة موظفه



______________006.gif
نتمنى لك إجازة سعيدة

قالها المسؤول المباشر وهو يسلمها الموافقة على إجازة تبدأ من الثلاثاء
وتنتهي الخميس، إضافة طبعاً إلى يومي الجمعة والسبت، وخرجت من مكتبه وقد استسلمت للإحساس بالفرح، خمسة أيام من الراحة الحقيقية، فالعمل المتواصل أنهكها فعلا، وهي بحاجة لأن تلتقط أنفاسها ولو لحين، أن تستمتع بشرب فنجان قهوة على رفتها الظليلة في صباح مشرق، أن تقرأ شيئا تحبه، أن تنام حتى ساعة متأخرة...أن تخرج للمشي في المساءات، عسى أن تعيد الدماء إلى عروقها التي تجمدت من جراء الجلوس الطويل وراء المكتب، والأهم من ذلك كله، أن تريح أعصابها من صخب الشوارع في الصباحات، وأعصابها من السباق اليومي مع الوقت طوال النهار...

 
خفق قلبها المتعب ببهجة، وسلمت على الزميلات الزملاء بسرعة متحاشية النظر في عيونهم، حتى لا تقرأ رسائل الغيرة فيها!

 
في اليوم الأول من الإجازة، أفاقت على صوت زوجها يقول بمودَة استثنائية: «صباح الفل، والله البيت اشتاق لك... « وحين همَت أن تجيبه بابتسامة متكاسلة، 
أضاف وهو يحمل مفاتيحه متأهبا للخروج: «مرَّ موسم ورق العنب، ولم أذقه... بعد ساعة سأرسل لك كمية دبَرتها بالعافية من أختي، من سنوات لم أذق الورق والكوسا من يديك... وكلُك نظر

 
فقضت اليوم الأول في اللفِ (والحشي) والتحضير، وفي سباق محموم مع الزمن، حتى عاد عند الظهيرة ليجد ما تمناه في انتظاره!

 
في اليوم التالي، أفاقت على هاتف من ابنتها تقول بلهفة : « ماما، سمعت أنك في إجازة... يا ماما، سأمر ليك لأحضر الصغيرة، فحرارتها مرتفعة قليلاً، ولا يطاوعني قلبي على إرسالها إلى الحضانة بهذه الحالة، أنا قلقة عليها، سأحضرها لك بعد قليل... باي

 
فقضت اليوم الثاني في مراعاة الحفيدة حتى المساء!

 
اليوم الثالث، وفيما كانت جالسة على شرفتها تنوي تناول قهوتها الصباحيَّة، لمحتها جارتها، وبعد التحيات والسلامات والأسئلة الدقيقة عن سبب الإجازة....أعلنت عن رغبتها في الزيارة، وبأن بقية الجارات يشاركنها هذه الرغبة... ولم تعرف وسيلة للتملَّص، فقضت نصف النهار في ثرثرة بلا طعم ولا
>
نكهة!
>
أما النصف الثاني، فقضته في التحضير لوليمة قرر
>
زوجها أن يدعو إليها أنسباءه الجدد... بداعي أنه 
>
يود رفع رأس أخته الصغيرة، العروس الجديدة، أمام
>
أهل زوجها، والفرصة ذهبية، ولن تتكرر طالما أن
>
الزوجة العزيزة في إجازة... ومرتاحة من أيام!
 
ومرَ يوم الجمعة في هرج ومرج، ولما قال أحد المدعوين وهو يملأ صحنه الثاني بشهية غامرة إنه يعجب بالسيدة الكاملة، كما أسماها، التي تعمل في الخارج، وتبدع في الداخل.... كادت تبكي
 
صباح السبت، وجدت نفسها في عيادة أحد الأطباء بسبب آلام لا تطاق في ظهرها ومفاصلها، كان منهمكا بكتابة الوصفة الطبية، حين كانت تنظر نحوه بتوسُّل، متمنيَّة أن يكتب لها إجازة مرضية... إجازة نقاهة من الإجازة إيَّاها!

د. لانا مامكغ

المرأة العظيمة



ذهب رجل الى عابد ليسأله عن المرأة
قال له العابد:هل نظرت لكل هذه المميزات والمواصفات التي وضعها الله في المرأة ..
يجب أ ن تمتلك أكثر من 200 جزء متحرك لتؤدي كل ما هو مطلوب منها
يجب أن تكون قادرة على عمل كل أنواع الطعام ...
قادرة أن تحمل بالأولاد ولعدة مرات ...
تعطي الحب الذي يمكن أن يشفي من كل شيء ابتداء" من ألم الركبة انتهاء" بألم انكسار القلب ...
ويجب أن تفعل كل ذلك فقط بيدين اثنتين ...
اثنتين فقط ...
تعجب الرجل.... وقال ... بيدين اثنتين ...اثنتين فقط ... هذا مستحيل ...
استمر العابد يقول............
إنها تداوي نفسها عند مرضها ...
وقادرة أن تعمل 18 ساعة يوميا"
وسأل الرجل : لكنها ناعمة ورقيقة جدا ...
نعم إنها رقيقة لكنّها " قوية جدا"
إنك لا تستطيع تصور مدى قدرتها على التحمل والثبات ....
سأل الرجل: هل تستطيع أن تفكر ؟ ...
أجابه العابد ليس فقط التفكير ...
يمكنها أن تقنع بالحجة والمنطق ...
كما يمكنها أن تحاور وتجادل ...
سأل الرجل :لماذا خدودها مثقبة ...
أجابه العابد أنها ليست الثقوب ...إنها الدموع ...
لقد وضع عليها الكثير من الأعباء والأثقال ...
ولماذا كل هذه الدموع ...سأل الرجل؟؟؟؟
أجابه العابد: الدموع هي طريقتها الوحيدة للتعبير ...
التعبير عن حزنها وأساها ...شكها ...قلقها ...حبها ...وحدتها ...معاناتها  فخرها...
هذا الكلام كان له الانطباع البليغ لدى الرجل...
فقال بأعلى صوته ...
حقا" إن الله خالق عظيم ...
حقا" أن هذا المخلوق المرأة مذهل جدا" ...........
المرأة تمتلك قوة يدهش لها الرجال ...
يمكنها أن تتعامل مع المشاكل ...
وتحمل الأعباء الثقيلة ...
تراها تبتسم حتى وإن كانت تصرخ ...
تغني وإن كانت على وشك البكاء ...
تبكي حتى عندما تكون في قمة السعادة ..
وتضحك حتى عندما تخاف ...
تدافع عن كل ما تؤمن به ...
وتقف في مواجهة الظلم ....
لا تقول كلمة لا ...
عندما يكون لديها بصيص أمل بوجود حلّ أفضل ...
حبها غير مشروط .
تراها تبكي في انتصار أولادها ...
أو في حزن يصيب أحد من  حولها ...
لكنها دائما تجد القوة لتستمر في الحياة ...
تؤمن أن الابتسامة والقبلة والعناق يمكن أن تشفي كل قلب منكسر ...........في العمل أو لأولادها أو لزوجها
وعقلها أكبر من عمرها مقارنة بالرجل
لكنها دائما" تقع بخطأ واحد ...
أنها لا تعرف قيمة نفسها ...
ولا تعرف كم هي ثمينة ونادرة .............
أرسلوا هذه الكلمات لكل النساء لتعرف كل منهن كم هي عظيمة... وأرسلوها لكل الذكور لأنهم يحتاجون أحيانا
أن يتذكروا عظمة المخلوق الذي يسمى "المرأة"
المرأة هي : الأم والزوجة  والاخت والبنت
 

أم العيال لا تزال نائمة ( رائعه جدا ارجو من الكل ان يقراها )


أم العيال لا تزال نائمة
منقول لروعته




استيقظتُ مبكرا... كالعادة ...أثار انتباهي أن رؤوس أناملها اليسرى مطبوعة ٌ بشقوق خفيفة يصبغها اسوداد باهت... سامحك الله يا أم فاطمة... كم مرة انتزعتُ حبة البصل من يدك... وأخرجتُ لوح التقطيع من صوان المطبخ... ما اشتريتُ اللوح إلا لكي تحافظي على تلك الأنامل الحبيبة إلى قلبي...لكن النفوس تأبى أن تقلع عن عاداتها .
تأملتُ وجهها...لا أصباغ... لا كحل... الشعر منكوش تعجبت من نفسي.... أي سحر ذاك الذي جعل هذه المرأة في عيني... ويا سبحان الله أجمل نساء الدنيا شعرة منها أحب إلي من كل زهور العالم؟؟؟!!! الحب الحقيقي شيء آخر .
تسللتُ من اللحاف بهدوء حتى لا أوقظ الحبيبة النائمة دلفتُ إلى المطبخ صحون العَشاء لا زالت متراكمة بعضها فوق بعض تستجدي من يغسلها لاتظنوا أن حبيبتي مهملة...
حبيبتي أنظف امرأة رأتها عيني... لكنها كائن إنساني... ليس لها أكثر من يدين... بشر جعل الله لقوته حدا لا يستطيع أن يتجاوزه حتى ولو كان حريصا على ذلك.

cid:766430417@04122011-2515

اشتغلتِ المسكينة أمس بالتوأم طيلة المساء وما إن وضعَـتْ البنتين في فراشهما، وقرأتْ عليهما ـ كالعادة ـ الإخلاصَ والمعوذتين، حتى انتابتها تلك الآلامُ التي تعاودها بين الفيبنة والفينة في فترات معينة أعددتُ لها كأسا من الماء الدافئ الممزوج بالكمون ساعدتُها على الذهاب إلى الفراش دثرتُها جيداً طبعتُ قبلة حنان ورحمة على جبينها الدافئ... وضعتُ يداً على رأسها، وأخرى على بطنها، وقرأت ما تيسر من كتاب الله تعالى... أغمضتْ أجفانها كأنها طفلة في السابعة... واستسلمت للنوم...
حبيبتي تحب كثيرا أن تسمعني وأنا أقرأ القرآن... تقول إن صوتي بالقراءة أجمل عندها من كبار شيوخ الإقراء في العالم... أعرف أنها صادقة في ذلك... ليس لأن صوتي جميل أبدا... ولكن لأنها تستمع إليَّ بأذن مختلفة عن الأذن التي يستمع بها الناس... لاشك أنكم تعرفونها... إنها أذن المحب العاشق التي تجعل صوت المحبوب أجمل من تغريد البلبل، وأطربَ من تنغيم العندليب.


أغلقتُ خلفي باب المطبخ... لقد قررت أن أغسل الصحون... وأنظف الأرض...وأرتب الأدوات المبعثرة لستُ متعودا على الغسيل... ولكنها ليست المرة الأولى التي أقوم فيها بذلك... فأنا أحب أن أنتهز الفرصة أحيانا لأمد يد العون إلى حبيبة القلب... خصوصا إذا كانت الظروف تدعو إلى ذلك... ومما يشجعني عليه أنها تعي جيدا تلك الرسالة التي أود من كل قلبي أن أبعث بها إليها من خلال هذا العمل... في كل مرة أقوم بذلك أرى في وجهها فرحة طفولية... ألمح في عينيها بريق تقدير وإعجاب عميقين...
حبيبتي تعرف جيدا وجهة نظري في الأعمال التي تقوم بها المرأة في المنزل.
اللقمة التي يأكلها الزوج من يد زوجته أهم عندي من كل الملفات التي يجتمع لمناقشتها مجلس الأمن !!
عملها ليبدوَ عشُّ الزوجية نظيفا أنيقا صالحا لكي يعيش فيه قلبان جمعتهما المودة والرحمة هو أخطر في نظري من كل القضايا التي تطنطن بها الفضائيات ويحتد فيها الجدال على أعمدة الجرائد والمجلات...
وأما تعبها طيلة اليوم في العناية بالكتاكيت... فهذا هو العمل المقدس الذي أقِـر أمام محكمة التاريخ ـ وأنا في كامل قواي العقلية ـ أنه أقدس وظيفة عرفتها البشرية على الإطلاق، وأنه الدَّين الذي يطوق عنقي، والذي لا أستطيع أن أوفِـيه إياها مهما فعلت.



افتتحتُ سورة البقرة... واستعنت بالله وبدأتُ العمل
سمعتُ صوت الماء في الحمام الظاهر أنني في غمرة الحماس نسيت نفسي، فرفعت صوتي بالقراءة قليلا... يبدو أن إعجابَ حبيبتي بصوتي قد تسرب إلى اللاشعور مما يجعلني أقرأ بزهو وحماس... لكن النتيجة ليست بذلك السوء، فعملي أوشك على النهاية... ولا بأس من أن تستفيق العصفورة النائمة .
بينما أنا أسرع في إنجاز ما تبقى، إذا بالباب يٌفتح بحذر... ويطل منه ذلك الوجه الذي كانت رؤيتي له بفضل الله هي السببَ في سعادة دامت عشر سنوات ... وكالعادة... ابتسمنا لا أدري ما هو ذلك الشيء الذي يقهرنا على الابتسام كلما التقت عيوننا ؟؟؟
حاولنا مرارا أن نُـقـلِـع عن هذه العادة اللذيذة لأنها تسبب لنا الحرج في الشارع... ولكن عبثا حاولنا... وذهبتْ جهودنا أدراج الرياح... إنه شيء فوق طاقتنا .
ألقتِ السلام وهي تقترب وقالت: تقبل الله منك حبيبي!



يا الله... ما أعذب تلك العبارة... وما أسمى تلك الكلمات... إنها تفعل في قلبي فعل السحر... تلك العبارة لم تأت من فراغ... ولا هي عادة مبتذلة... بل هي منهاج حياة كامل... انتابني إحساس عميق بعظيم نعمة الله تعالى عليَّ... لقد وفقني إلى أن أغرس في حبيبة قلبي تلك المعاني السامية .
من أول يوم ضـمَّـنـا فيه عش واحد... كنت أراقب ما تقوم به العروس المتحمسة في مملكتها الجديدة...
أصارحكم أن اسم المملكة لا ينطبق عليها إلا مجازا... ومع ذلك فهي تُصر على أن تسميها مملكتها البيتُ ضيق بعض الشيء... والفرش أغلبه مستعمل وقديم... ثم... ويا للهول... بِـتـنـا معا في أول ليلة على الأرض... ليس لنا إلا لحاف واحد... نفترش نصفه... ونتغطى بالنصف الآخر... ولكنها ـ والله يشهد ـ كانت أحلى ليلة عشناها حتى كتابة هذه السطورلا تظنوا أن هذا الكلام من نسج الخيال أو اجترار لقصص الصحابة الكرام والله إنه عين الواقع والحقيقة.
لا زلتُ أذكر...لم تسمح حبيبتي لأحد أن يدخل غرفة النوم منعت حتى أمها... ليس شعورا بالنقص... أبدا... هي أقوى من ذلك وأسمى... ولكن حتى لا يكثر القيل والقال من أناس لا تسمح لهم عقولهم الصغيرة أن يستوعبوا: كيف أن فتاة جميلة مدللة تترك الحياة المخملية في بيت أبويها، وترفض الخُطاب ذوي الجيوب المنتفخة، وتقبل بالحياة مع شاب فقير، ليس له من الدنيا إلا الكفاف؟؟؟!!!...




إنه لمن المحزن جدا أننا أصبحنا عاجزين أن نتصور أن بني آدم ليسوا مجرد بهائم تحتاج إلى العلف... قاصرين أن نفهم أن الدين والخلق والحب والسعادة أهم بكثير من المظاهر المادية الخداعة التي تخفي وراءها الكآبة والشقاء في كثير من الأحيان.
منذ اللحظات الأولى حرصتُ على أن أبدي لها امتناني لما تقوم به... أن أظهر لها إعجابي بما تفعله... أن أريها انتباهي للمجهود الذي تبذله... كل ذلك بصدق وإخلاص... لا مجاملة كاذبة باردة... كنتُ وما زلت أرفض من أعماق كياني أن أعامـل زوجتي في بيتها معاملة الخادمة... هي قبل كل شيء حبيبتي... وهذا الذي تفعله هو من أجلي...من أجلي أنا... وأكثر شيء يؤلم قلب الإنسان هو أن يرى نفسه يبذل الغالي والنفيس في سبيل إنسان آخر ثم... ويا للأسف... لا يجد منه التفاتا وإحساسا... أو حتى كلمة امتنان وشكر... شعور قاتل فعلا...
كانت أول كلمة أبدي بها إعجابي وشكري لما تقوم به : تقبل الله منك حبيبتي... وجعل ذلك في ميزان حسناتك...
هذه الكلمة جعلَـتْـهـا تعي جيدا أن حبيبها لا يراها خادمة... بل هي في عينه قبل كل شيء إنسان راقٍ منهمك في عملٍ هو في حقيقته أشرف الأعمال... نعم... هو في ظاهره طبيخ وكنس وغسيل... لكنه في حقيقته تقرب إلى الله تعالى، وعبادة له عز وجل... لقد سمعتْ من حبيبها أن النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر اهتمام المرأة بزوجها عبادة تنال بها المرأة ثواب الملاحم التي يخوضها الرجل خارج البيت سعيا وراء لقمة العيش، وعملا على إصلاح المجتمع، واجتهادا في نشر الخير...حتى إنها تنال بحسن تزينها وتغنجها لزوجها ثواب المجاهد في سبيل الله.




فهمتْ حبيبتي الدرس جيدا... إنها تلميذة نجيبة... ومعملة بارعة أيضا... استطاعت أن تعلم زوجها ـ وهو من طلبة العلوم الدينية ـ كثيرا من الأمور التي كان يجهلها... ومما ساعدها على أن تتقبل التعلم من حبيبها أنها رأته يتواضع للتعلم منها... ولا يشمخ بأنفه بتكبر كاذب... أخبروني بالله عليكم: هل هناك أفضل من أن يكون الإنسان معلما ومتعلما؟...

لا زلتُ أذكر موقفا لن أنساه ما حييت زارني في بيتي أحد الأصدقاء فجاءت الحبيبة بما يلزم لإكرام الضيف أخذتُ منها الأغراض من وراء الباب... وقلت لها : جزاك الله خيرا...
دخلتُ...فإذا بصاحبي يحملق فيَّ باندهاش شديد!!!...
خيرا يا أبا عبد الله !!!... ماذا هناك؟؟؟...
رد علي سائلا: هل تقول لزوجتك: جزاك الله خيرا؟؟؟!!!...
صعقني سؤاله فلم أستغرب عندما جاءت زوجته يوما من الأيام باكية تطلب الطلاق... ولولا أن الله أعان على إصلاح ذات البين لوقع المكروه...
وضعتُ الصحن... نفضت يدي من الماء...
أدرت رأسي، فلمحت في عينيها بريقا يتألق... مزيجا من الامتنان والفخر والحب...
قلت لها: وإياك فجزى الله خيرا حبيبتي