الاثنين، 23 مايو 2011

{ من شعر الإمام الشافعي رحمه الله }


قال الشافعي في النصيحة :
تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي  .....   فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
وفي مخاطبــة السفيــه قال :
يخاطبني السفيه بكل قبح ..... فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما ..... كعود زاده الإحراق طيبـا

من أجمل ما كتب الشافعي في الحكمة :
دع الأيـام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحـادثة الليالي ..... فمـا لـحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا..... وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا .....وسرك أن يكون لها غطاء
تستـر بالسخـاء فـكل عيب..... يـغطيه كما قيل السخاء
ولا تـر للأعادي قـط ذلا .....  فإن شمــاتة الأعدا بلاء
ولا تـرج السماحة من بخيل .....  فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حـزن يـدوم ولا سرور ..... ولا بـؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كـنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومـالك الـدنيـا سواء
ومن نزلت بسـاحته المنايا ..... فلا أرض تقيـه ولا سمـاء
وأرض الله واسـعة ولكـن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تـغدر كل حـين ..... فما يغنـي عن الموت الدواء
من مكارم الأخلاق .... قال :
لما عفوت ولم أحقد على أحد ..... أرحت نفسي من هم العداوات
إنـي أحيي عدوي عند رؤيته ..... لأدفع الشر عني بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه ..... كما إن قد حشى قلبي مودات
وقال مناجياً رب العالمين هذه الأبيات الجميلة :
قلبي برحمتك اللهم ذو أنس .... في السر والجهر والإصباح والغلس
ما تـقلبت من نومي وفي سنتي ..... إلا وذكرك بين النفس والنفس
لقد مـننت على قلـبي بمعرفة .....  بأنـك الله ذو الآلاء والـقدس
وقـد أتيت ذنوبا أنت تعـلمها ..... ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي
فامنن علي بذكر الصالحين ولا ..... تجعل علي إذا في الدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي ..... ويوم حشري بما أنزلت في عبس
كيف تعاشر الناس وتعاملهم :
كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ..... وعن الورى كن راهبا في ديره
واغسل يديك من الزمان  وأهله ..... واحذر مودتهم  تنل من خيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا .....  أصحبه في الدهر ولا في غيره
فتركت  أسفلهم  لكثرة  شره   .....   وتركت  أعلاهم  لقلة  خيره

صدق الشافعي حين قال أن الدهر يومان :
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر ..... والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف   .....    وتستقر بأقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها .....  وليس يكسف إلا الشمس والقمر

متى يكون السكوت من ذهب :
إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت عنـه ...    وإن خليته كـمدا يمـوت

دعوة إلى التعلم :
تعلم فليس المرء يولد عالـمــا ... وليس أخو علم كمن هو جاهـل
وإن كبير القوم لا علم عـنـده  ...  صغير إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالما  ...  كبير إذا ردت إليه المحـافـل

العيب فينا :
نعيب زماننا والعيب فينا    ...      وما لزمانا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب  ...   ويأكل بعضنا بعضا عيانا

يا واعظ الناس عما أنت فاعله :
يا واعظ الناس عما أنت فاعله   ...     يا من يعد عليه العمر بالنفس
احفظ لشيبك من عيب يدنسه     ...     إن البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغسلها    ...    وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها    ...  إن السفينة لا تجري على اليبس
ركوبك النعش ينسيك الركوب على...ما كنت تركب من بغل و من فرس
يوم القيامة لا مال ولا ولد      ...        وضمة القبر تنسي ليلة العرس


الصديق الصدوق :
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا        ...         فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه      ...       ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة          ...       فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله         ...      ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده        ...      ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها  ...  صديق صدوق صادق الوعد منصفا

الصمت والكلام :
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم      .....     إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ..... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تُخشى وهي صامتة   .....   والكلب يَخشى لعمري وهو نباح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق