هل يقبل الوزراء ووكلاء الوزارات ، بل حتى المدراء العامون في العالم العربي أن ينتقل أحدهم بين دولتين وهو يجلس في مقاعد الدرجة السياحية ؟؟؟؟؟؟؟ لا أريد أن أقلل من قيمة تصرف رئيس الوزراء البريطاني الشاب ، لكني أؤكد على أن ثقافة المجتمع ، هي التي تجبر الناس على التزام التصرفات الإيجابية ، علماً بأن وزير الدفاع البريطاني ورئيس أركانه سافرا عبر الإمارات إلى جهتين مختلفتين على مقاعد الدرجة السياحية . إن لغة المحاسبة التي يمضيها المجتمع ، بأفراده ، وبمؤسساته بما فيها مؤسسات المجتمع المدني ، بصحافته وإعلامه ، هي التي تجبر الفرد على الالتزام بما يرى المجتمع صوابه. أزيدكم من الشعر بيتاً ، هذه رئيسة فنلندا في زيارتها إلى دولة عربية سكنت في غرفة ، وحينما عرضوا عليها جناحاً كبيراً رفضت مفضلة غرفتها الصغيرة!!! ويذكر أن رئيس سويسرا بلغ من تواضعه أنه كان يركب في الدرجة الثانية من القطار! وحينما سئل لماذا تركب في الدرجة الثانية؟ أجاب: لأنه لا توجد درجة ثالثة !!!! إن البحث عن القيمة من خلال المظاهر مشكلة قد تكون عميقة ومتأصلة ، وكفاحها في الإيمان والثقة بالذات . الكثير من المجتمعات غرقت في الاستهلاك واللجوء إلى المظاهر لتحقيق الثقة المفقودة . وربما كان التواضع أكبر الدلائل على ثقة الإنسان بنفسه ، حينما لا يعود مشغولاً بمجاراة الآخرين على مظاهرهم الكثيرة. الكثير من الناس يمتلكون دخلاً يمكن أن يكون كافياً لولا أن سطوة المظاهر أرهقت كاهلهم ؛ لهذا يبقون أسرى للمجاراة والمنافسات الصغيرة الهامشية . ولنا في قصص أولئك المسؤولين الكبار عبرةً ... وأيّ عبرة ! |
الأحد، 8 مايو 2011
David Cameron
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق